الاثنين، 13 ديسمبر 2010

قراءة في كتاب وليام شالر (9) السياسة الجزائرية الخارجية (أ)


1)   العلاقات الجزائرية الخارجية :
يقدم لنا القنصل وصفا عاما لسياسة الجزائر الخارجية فيما بين 1830 و1826 وبعض التقاليد الدبلوماسية المتعلقة بتنصيب القناصل حيث يقول: «...والجزائريون الذين يقوم نظامهم السياسي على القرصنة يمنحون لأنفسهم حقّ إعلان الحرب على كلّ دولة مسيحية لا تشتري رضاها بمعاهدة صلح ...انّ بريطانيا وفرنسا وهولندا والولايات المتحدة وسردانية قد قاومت كلّ واحدة منها في أوقات مختلفة ادّعاءات الايالة في هذا السياق , وأنّ علاقتها مع الجزائر في الوقت الحاضر تنظمها معاهدات منفصلة لا تدفع في مقابلها أيّ مبلغ من المال على سبيل الشريبة , وكذلك كانت أسبانيا في نفس الحالة حتى وقت متأخر , ولكن هذا البلد قد دخل الآن فيما يشبه الحرب مع الجزائر .
والإمبراطورية الروسية , مثل النمسا تعتبر الجزائر ولاية من ولايات الإمبراطورية العثمانية وتحمل الباب العالي مسؤولية منع أعمال العدوان على السفن التي تحمل أعلام البلدين .
وأما السويد والدنمارك  والبرتغال ونابلي , فهي تدفع للجزائر ضريبة سنوية وكذلك اشترت دوقية توسكان السلام من الجزائر بمبلغ من المال دفعته مرة واحدة .
والسبب في حصول الدوقية على شروط بيّنة من الجزائر في مقابل السلام الدائم هو أنّ الإيالة تجني فوائد من حرية المواصلات مع ميناء لاجرون حيث ترسل سفنها للإصلاح .
وأما بقية الدول المسيحية فإنّ الجزائر تعتبر نفسها في حرب معها .
والدول التي تربطها معاهدات بالجزائر تحتفظ بعلاقات ديبلوماسية معها ويمثّلها وكلاء في الإيالة يطلق عليهم لقب (القنصل العام) وهؤلاء القناصل يتمتعون عادة بنفس الحقوق والامتيازات والحصانة التي يعترف بها الباب العالي للوزراء المفوضين في القسطنطينية , وذلك باستثناء حقّ اللجوء السياسي الذي لم تعترف به الجزائر قطّ , ولو أنّه وجد بطريقة مشكوك فيها في بعض المناسبات .
وجريا على تقليد شرقي قديم , فإنّ القنصل عندما يقدم أوراق اعتماده في الجزائر , يقدم أيضا هدية إلى الداي وإلى كبار الضباط في الإيالة وهذه العادة كانت في مبدأ الأمر , بدون شكّ , مجرد مبادرة للمجاملة والإعراب عن التقدير , ولكن بمرور الزمن وتضعضع أحوال الدول المسيحية المستمر تحولت هذه الهدية إلى ضريبة حقيقية قد ترتفع  أو تقدّر في الوقت الحالي بما ما يقارب 17000 دولار.[1]
 وقبل أن يمنح القنصل الإذن بالنزول من السفينة التي تقلّه , يجري تحقيق حول ما إذا كان معه الهدية التقليدية , وهذه الهدايا حينما تقدم إلى أصحابها لا تثير في نفوسهم أيّ شعور بالرضا , بل على العكس , فكثيرا ما تعاد الهدايا إلى القنصل باعتبارها غير كافية , وعقب ذلك يدخل المُهدي والمُهدَى إليه في مفاوضات في الموضوع تنتهي عادة في صالح الأخير .
وباختصار فإنّ الهدايا التي يقدمها القنصل في الجزائر لدى تقديم أوراق اعتماده , لم تعد تتّسم بطابع منحة ودية , بل إنّ الأمر ذهب بولاة الأمور إلى حدّ المطالبة , بحجّة أنّ القناصل لا يتغيرون في وقت قصير , بدفع الهدية مرة كلّ سنتين . وهذا الادّعاء استجابت له الدول التي تدفع الضرائب للجزائر .
وكذلك أصبحت هذه الهدية تسمى الآن (هدية السنتين) وفي حالات معيّنة , دفعت الهدية القنصلية وهدية السنتين باعتبارهما دينان أحدهما مستقل عن الآخر .
 وعلى الرغم من أنّ بريطانيا كانت تغيّر قناصلها كثيراً , بناء على شكوى سلطات الإيالة , فقد كانت تقتصد في الهدايا التي قلّما زادت على المبالغ السنوية التي تدفعها الدول البحرية التي ترتبط بمعاهدات مع الجزائر .
ولكن فرنسا وأسبانيا بحجة إبراز عظمة ملوكها كثيرا ما تدفع الهدية القنصلية ضعفين أو ثلاثة وأربعة أضعاف .
وعندما يرسو أسطول أو سفينة حربية في مرسى الجزائر تطلق المدافع واحدة وعشرين طلقة على سبيل التحية , وعقب ذلك , يقوم الأسطول أو السفينة الحربية بردّ التحية بعدد مماثل ومتى نزل قائد الأسطول إلى البرّ , تطلق المدافع أيضا خمس طلقات تحية له وهذه التحية تكرر عندما يرحل نهائيا .
ومتى نزل القنصل إلى البرّ تطلق المدافع خمس طلقات تحية له ونفس التحية تؤدّى له عندما يغادر البلاد ويرحل عنه نهائيا .... » [2]
تعقيب : ركزّ الكاتب في حديثه عن السياسة الجزائرية الخارجية على أمرين اثنين أوّلهما أنّها قائمة على القرصنة والعداء للعالم الغربي المسيحي  وثانيهما المبالغة في وصف هدية القناصل بكثير من التهكم والاستهجان
ü   أمّا ظاهرة القرصنة فقد كانت ظاهرة عامة لم يختصّ بها الأسطول الجزائري بل جميع الدول وعلى رأسها بريطانيا فرنسا وأسبانيا كانت تنتهجها وتقوم بها ...ولم تمنع  وتجرّم في الأعراف الدولية بشكل رسمي إلاّ في سنة 1816م في مؤتمر فيينا ولقد عارضت بريطانيا هذا القرار أيّما معارضة ولم تستجب له ـ كما صرّح بذلك الكاتب نفسه ـ إلاّ بعد مؤتمر إكس لا شبيل
ü   أما عن عدوانية الجزائر على الغرب فإنّ التاريخ لم يسجل هجوما للجزائر أو لدولة إسلامية أخرى على أوروبا خلال هذه الفترة بل العكس هو الحاصل والواقع فإنّ الجزائر لم تزل طوال القرن السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر تتعرض للهجمات المتتالية والمتتابعة من الغرب المسيحي
ü   الهدية التي أطنب الكاتب في استهجانها , لا ننكر مبالغة الدايات في العهود الآخيرة في تحديد قيمتها ومواصفاتها والتوسّع في طلبها ...ولكنّ أصل هدية القناصل والوفود الدبلوماسية عادة وعرف جزائري عربي إسلامي قديم[3] ينبغي على من حلّ بالجزائر أن يحترمه سواء وافق عرفه أو خالفه ...
‌أ.       العلاقات الجزائرية الفرنسية :
يقول القنصل واصفا هذه العلاقة :«...والمعروف أنّ علاقات فرنسا بالايالة , إذا لم تكن دائما ودية فقد كانت أكثر استجابة لمصالحها من علاقات الجزائر بأية دولة أخرى فإنّ فرنسا كانت أول دولة أروبية تعقد محالفة مع الباب العالي , كما كانت أوّل دولة توقف القرصنة الجزائرية عند حدّها بمعاقبة اعتداءاتهم وبذلك كله تركت في نفوس البربر آثارا عميقة وملائمة للسياسة الفرنسية وقد كان الرأي السائد عند الجزائريين هو أنه يجب عليهم أن يمتنعوا في جميع الأحوال عن إثارة أعمال العدوان مع فرنسا .
وقبل الثورة الفرنسية , كانت فرنسا قد حصلت على احتكار صيد المرجان في ولاية قسنطينة في مقابل مبلغ زهيد , كما كانت تحتفظ بحماية في القالة غير بعيد من عنابة . وكانت توجد شركة تحمل اسم (شركة افريقية) قد منحت ترخيصها لاستغلال هذه المادة , وكانت تستغلها بالنشاط والحماس الذي يميز الأمة الفرنسية الذكية .
وكذلك كانت تجارة  مرسيليا مع جميع البلدان الواقعة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط تجارة واسعة النطاق .
وبعدما أعلنت الجزائر الحرب على الدويلات الإيطالية أصبح العلم الفرنسي في البحر الأبيض لا يجد منافسا له إلاّ علم  انجلترا وأعلام الدول الشمالية .
لقد كانت  السياسة الفرنسية نحو الجزائر تقوم على مقتضى الظروف : متبصرة , مقنعة , ملمحة , معرضة ,مثابرة , وكان قناصلها عادة يتمتعون بدرجة عالية من الكفاءة ويعرفون جيّدا مصالح بلدهم , وبفضل الهدايا التي يقدمونها في المناسبات والرشوة التي يدفعونها لشراء الحظوة عند أعضاء الحكومة الجزائرية وذوي النفوذ توصلوا إلى غايتهم . والمال لم يكن يهمهم بل إنّ كرامة فرنسا نفسها لا تهمهم بقدر ما يهمهم تحقيق هدفهم الوحيد وهو الفوائد التجارية .
والجزائريون الذين يعرفون جيّدا أسرار سياسة فرنسا , سمحوا لأنفسهم تبعا لذلك أكثر من مرة بالتعرض للسفن التي تحمل العلم الفرنسي , وهم على يقين من أنّ المفاوضات التي تتلو تلك الأعمال ستكون نتيجتها حتما في صالحهم .
ومع ذلك فإنّ قناصل فرنسا لا بدّ وأن يكونوا ق أوضحوا للجزائريين أكثر من مرة وبصورة مفيدة , أنّه قد يكون التجرؤ على دولة قوية والتّحرش بمصالحها أما خطيرا .
لم تنزل فرنسا قط إلى حدّ أن تدفع ضريبة سنوية إلى الجزائر , ولكن الهدايا التي كانت تقدمها كانت دائما فاخرة وتقدمها في الوقت الملائم  بل إنّه لمن المرجح أن يكون مجموع ما تدفعه فرنسا للجزائر أكثر ممّا تدفعه أية دولة أخرى , وقد كانت فرنسا دائما على استعداد لتقديم أية خدمة تدل على الخنوع , وذلك حتى ولو كانت تنطوي على خرق للقانون الدولي .
ولكن الثورة وضعت حدّا لهذه الحالة , ولما قامت الجيوش القرنسية بغزو مصر , حمل الباب العالي الحكومة الجزائرية على إعلان الحرب على فرنسا , ولكن هذه الحرب لم تكن إلاّ حربا اسمية كان الجزائريون يخوضونها وهم يعتقدون أنّها ضدّ مصلحتهم .
ولمّا تولى نابليون الحكم , جدّد معاهدة التحالف بين الجزائر وفرنسا ...»[4]
تعقيب : ما ينبغي ملاحظته وتسجيله أنّ هذه التعليقات إنّما هي نظرة أمريكية للسياسة الفرنسية مع الجزائر فيها كثير من التحيّز والاستخفاف في حقّ الدولتين معاً , ولعلّ أهمّ ما يستنتج منها ما يلي:
ü   أهمّ علاقة وأوثقها أنشأتها الجزائر مع دولة غربية هي علاقتها مع فرنسا
ü   العلاقة الفرنسية الجزائرية كانت قائمة أساسا على المصالح الاقتصادية المتبادلة فالجزائر كانت تستفيد من هداياها الدبلوماسية وضريبة استغلال المرجان وتجارة الحبوب وغيرها أكثر ممّا كانت تأخذه من الضرائب التي تفرض على سفن الدول الأوروبية , فلا داع إذا لفرض هذه الضريبة إذا كانت المصلحة محققة بدونها ...لكن القنصل يرى في هذا خنوع جزائري وضعف وخوف من معاداة فرنسا...
ü   يشير القنصل شالر إلى حقيقة مهمة في علاقة فرنسا بالجزائر وهي مسالة شرفها التي اتخذتها سببا لاحتلال الجزائر حيث يقول: « والمال لم يكن يهمهم بل إنّ كرامة فرنسا نفسها لا تهمهم بقدر ما يهمهم تحقيق هدفهم الوحيد وهو الفوائد التجارية » ويقول أيضا: « وقد كانت فرنسا دائما على استعداد لتقديم أية خدمة تدل على الخنوع » إنّ المتتبع لتاريخ فرنسا يعلم يقينا أنّ الشرف هو آخر ما تفكّر فيه فرنسا ... ولعل نهاية نابوليون وموقف أوروبا من الثورة الفرنسية وتنصيب أوروبا وبريطانيا على وجه الخصوص ملكَ فرنسا ومواقف الأنجلو سكسونيون (حكومات وشعبا) المهينة من فرنسا كلّ ذلك يُظهر بوضوح منزلة الشرف في سياسة فرنسا...

‌ب.العلاقات الجزائرية البريطانية:
ممّا قاله القنصل في هذا المجال ما يلي: «...وأما سياسة بريطانيا تجاه الجزائر , فقد كانت تستهدف نفس الأهداف التي تسعى لتحقيقها فرنسا , ولو أنّها تلجأ إلى وسائل غير الوسائل التي يستعملها خصمها . فمتى كان السلم يسود في أروبا , لا تفكر بريطانيا قطّ في التملق لزيادة كبرياء الجزائريين وغيرهم , بل إنّها في المناسبات العادية لتبدي كثيرا من البخل في الهدايا التي تقدمها . والرجال الذين تختارهم لتمثيلها في الجزائر كثيرا ما يكونون من طبقة عادية ولا يتمتعون إلاّ بمعرفة محدودة . والوكلاء البريطانيون في الجزائر يخضعون لسلطة قائد الأسطول البريطاني في البحر الأبيض المتوسط و أو لحاكم ميورقة أو جبل طارق أو مالطة .
وربما كان عدم حصولهم على التعليمات الضرورية هو السبب الذي يجعل هؤلاء المعتمدين يقعون في أخطاء لأنه حدث أكثر من مرة أن استدعتهم حكومتهم بناء على شكوى من سلطات الإيالة .
وإذا كانت بريطانيا تنتهج سياسة تجاه الجزائر لا تتسم بنفس المثابرة والمواظبة التي تسعى لتحقيقها غريمتها فهي مع ذلك تطالب دائما ـ وليس بدون جدوى ـ بنفس الاعتبار والمكانة التي تتمتع بها فرنسا . ولكن بريطانيا تتنازل في أوقات الحرب لتتنافس مع غريمتها في تقديم الترضيات والتزلّف إلى هؤلاء القراصنة  وهو شيء يتناقض مع شخصيتها .
إنّني أميل إلى الاعتقاد باعتبار إلى السياسة الخاطئة التي تنتهجها بريطانيا تجاه الجزائر , بأنها تنظر إلى الجزائر تحت تأثير الانطباعات القديمة حينما كانت هولندا أكبر دولة بحرية منافسة لها وأنها لم تقدر الأهمية الحقيقية التي لهذه الدولة البربرية حقّ قدرها لأنني لا أرى بريطانيا تتآمر في الجزائر عموما ضدّ أية دولة أخرى غير فرنسا
وقبل 1816 كانت بريطانيا تتدخل في الجزائر لصالح أصدقائها وهذا التدخل إذا كانت له فائدة التعجيل بالمفاوضات فهو قلّما نجمت عنه شروط أفضل من الشروط التي يستطيعون الحصول عليها بدون تدخلها , ونحن لا نستطيع أن نفسر بطريقة أخرى الترضيات الغريبة التي تقدمها بريطانيا إلى الجزائر التي لا تستطيع أن تحدث ضررا بمصالحها أو تقدم إليها خدمة جوهرية . »[5]
تعقيب : إنّ الجانب الذاتي والمؤثرات الخارجية ظاهرة في تحليل القنصل شالر للعلاقات الجزائرية البريطانية من خلال انتقاده لسياسة بريطانيا ومواقفها أوّلا ومن خلال رغبته الملحّة والغريبة في أن تهتّم بريطانيا بالجزائر وتشتغل بها أكثر بل سيصل به الأمر إلى الطلب الصريح والمباشر لاحتلال الجزائر ...وإذا كان انتقاد الكاتب المستمر للسياسات البريطانية يبدو مفهوما بعض الشيء انطلاقا من العداء التاريخي بين البلدين اللّذَيْن خرجا مؤخرا من حربين متتاليتين (1775م ـ 1783م)  (1812 ـ 1814م) ...ولكن رغبته في اشتغال بريطانيا بالجزائر واحتلالها يحتاج منّا إلى شيء من التأمل ... ويبدو أنّ المترجم الفرنسي قد تنبّه لهذه الجزئية حيث علّق عليها قائلاً (في معنى قوله) : إنّه لمن الطبيعي جدّاً أن يرغب أمريكي وطني يسعى لمصلحة بلده أن تتخلّى بريطانيا عن الجزر المتبقي لها في القارة الأمريكية وعن ملكها الواسع في الهند وعن تجارتها في البحار الجنوبية ـ لصالح أمريكا طبعا ـ وتشتغل بالجزائر وينحصر نشاطها في هذا الجزء من العالم بعيدا عن أمريكا ...[6]
‌ج.  العلاقات الجزائرية الإسبانية
يوجز الكاتب هذه العلاقة خلال تلك الفترة في ما يلي : «...وأما اسبانيا فإنّها بعد الصلح الذي عقدته مع الايالة في سنة 1785م وبعد الحملة البائسة التي قادها الكونت (أوريلي) في سنة 1774 م وعمليات قصف الجزائر التي قام بها الأميرال بارسلو حتى سنة 1784م والتي كانت عديمة الجدوى لقلة المواظبة عليها فقدت كلّ نفوذ في الجزائر , وعندما امتلأت نفوسهم بالاحتقار لهذه الدولة التي لم تكن قادرة على استعمال ما لديها من وسائل القوة , راح الجزائريون يكيلون لها الشتائم والإهانات والمعاملة التي  أضرت كثيرا بمصالح هذا البلد . ومنذ ذلك الحين كانت الجزائر تضطر اسبانيا لأتفه الأسباب إلى دفع الأموال .»
كانت تعتبر الجزائرُ اسبانيا أكثر الدول الأوروبية عداء لها لأنّ عداءها كان سافرا منكشفا تجهر به ولا تتستر فيه وهي أوّل وأقدم دولة حاربت الجزائر في العهد العثماني
‌د.     العلاقات الجزائرية الأمريكية :
تقدّم الحديث عنها في فصل كامل في أوّل الكتاب , أما عن نظرة الكاتب لها فهي بطبيعة الحال إيجابية كلّها وفي صالح الولايات المتّحدة وهو يعتبر أنّ أمريكا هي أوّل دولة غربية مسيحية تفتح أعين العالم على ضعف هذه الدولة وهي أوّل دولة تنتهج مع الجزائر سياسة المواجهة ورفض دفع الضرائب ...وقد انتقده المترجم الفرنسي في غير ما موضع من كتابه فهو يصفه في مقدمته (بالمنساق وراء حماسته الوطنية) (بالمبالغ في أهمية ما حقّقته أمريكا) [7]


[1]  يبدو أنّ في الترجمة العربية ها هنا شيئا من الخلط بسبب الطبع , وقد حاولت إصلاحه وإليك النّص الأصلي حتى يتؤكدّ من الإصلا:….this custom was in its principle doubtless a mere mak of voluntary courtesy ; but in the course of time and the progress of the degradation of christen powers in Algiers , it has become a real tribute , the amount of which is now fixed by custom at about 17,000$   الصفحة 39
أما النص المترجم إلى الفرنسية : cette coutume ne fut , dans le principe qu’une simple marque de politesse ; mais le temps et la dégradation des états chrétiens en ont fait un tribut réel qui s’éleve à 17 ,000 dolars environ   الصفحة 55
[2]  المرجع السابق ص63 ...66
[3]  في الأعراف الجزائرية لا يدخل الرجل  ـ  مهما كان بسيطا ـ بيت غيره لزيارة أو ضيافة أو عمل إلاّ وفي يده هدية ... فما بالك بالقناصل والوفود الرسمية ...
[4]  المرجع السابق ص 131...133
[5]  المرجع السابق ص 134 ـ 135
[6]  النصّ الأصلي في الترجمة الفرنسية الصفحة 212 : …un patriote zélé des états unis verrait sans doute avec satisfaction l’Angleterre abandonner tout à fait les îles qui lui restent encore en Amérique , son vaste empire dans l’inde et son commerce dans toutes les mers du sud …
[7]  مقدمة المترجم الفرنسي ص 5 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق