أ. المدن الجزائرية : يقول في وصف هذه المدن التي لم يزرها قطّ:[1] «ومدن المملكة إذا استثنينا العاصمة ...ليست ذات أهمية » ثمّ يبدأ في تعداد هذه المدن ووصفها واحدة تلو الأخرى
ü تلمسان :[2] «فمدينة تلمسان تقع في الغرب , غير بعيد من الحدود على مسافة متساوية بين البحر والصحراء . وتلمسان كانت عاصمة المملكة في الماضي , وهي مدينة معتبرة ,فإنّ الدكتور شاو يقول أنّ سورها القديم يبلغ دوره أربعة أميال . على أنه مند حلول الأتراك في هذا البلد , أصيبت تلمسان بإهمال , وذلك على الرغم من موقعها الجغرافي الممتاز , ويفترض أنّ عدد سكانها في الوقت الحاضر يبلغ 3000 نسمة .»
ü وهران 2: «مدينة وهران تقع على مسافة 54 ميل في الشمال الشرقي من مدينة تلمسان وميناء وهران ممتاز في الفصول العادية ويمتد برزخ على مسافة خمسة أميال في الجنوب الغربي من خليج أرزيو الجميل (35,48 درجة عرض و4,40 درجة طول شرقي) وسكان مدينة وهران يبلغ عددهم في الوقت الحاضر نحو ثمانية آلاف نسمة والمدينة تمتد أحياؤها في منطقة خصبة للغاية , وإذا اعتبرنا خليجيها الجميلين وقربها من جبل طارق وإسبانيا فإنّها بدون شكّ هي المدينة المهمة الثانية في المملكة » «كان الإسبان قد أقاموا حول مدينة وهران تحصينات منتظمة , وبعد احتلال دام نحو قرن من الزمن , بموجب معاهدة صلح مع الجزائر[3] , أعادوها إلى الجزائريين وهم يأملون الحصول على فوائد , ولكن أملهم لم يتحقق قطّ .[4]»
ü مستغانم1 «وعلى مسافة بضعة أميال إلى الشرق من وهران, تقع مدينة مستغانم التي كانت مدينة مهمة جدّاً , أثناء الاختلال الإسباني لمدينة وهران ولكنّها فقدت كلّ أهميتها بعد ما استعادتها المملكة»
ü البليدة : [5]«يبلغ عدد سكانها ما يتراوح بين 8 و 10 آلاف نسمة , وهي تقع في جنوب العاصمة و وعلى الطرف الشمالي لسهول متيجة وعلى مسافة 24 ميل من مدينة الجزائر .» ذكر الكاتب في الهامش أنّ زلزالا عنيفا ضرب منطقة الجزائر والبليدة على وجه الخصوص في شهر مارس 1825م على الساعة التاسعة والنصف صباحا تلته عدّة هزات ارتدادية ... قال واصفا ما حلّ بمدينة البليدة من الدمار3 : «...وقد نجم عنها تدمير مدينة البليدة تماما بحيث لم يبق فيها منزل واحد قائما على أساس....وتدلّ تقديرات معتدلة جدّاً على أنّ عشرة آلاف نسمة قد هلكت في هذا الحادث الفظيع ...»
ü المدية :[6] «على مسيرة يوم في نفس الاتجاه تقع المدية قاعدة ولاية تيطري , وهي تشبه البليدة من حيث الأهمية والامتداد وموقع هاتين المدينتين قرب العاصمة وفي أخصب مناطق نوميديا قد جعلهما تتمتعان بوفرة ورخاء زراعي كبير »
ü قسنطينة :1 «قاعدة الولاية الشرقية هي مدينة سيرت القديمة وهي تقع على نهر يسمى الرمل على مسافة نحو أربعين ميلا من البحر (36,20 درجة عرض شمالي 6,30 درجة طول شرقي) والأهالي يذكرون أن سكان قسنطينة يبلغ حوالي 20 ألف نسمة في الوقت الحاضر. وموقع مدينة قسنطينة من أعظم المواقع التي يتصورها الإنسان ومتى أشرفت على إدارتها حكومة حكيمة , يمكن للمدينة أن تأمل في الحصول على فوائد جمة »
ü بونة[7] : «هي هيبو ريجيوس Hippo Regius القديمة وعدد سكانها في الوقت الحاضر نحو... 4000 نسمة وللمدينة ميناء مأمون (36,43 درجة عرض شمالي 8,0 درجة طول شرقي) كانت مدينة عنابة قبل الثورة الفرنسية مركزا تجاريا أهمّ من مدينة الجزائر حيث كانت محورا لجميع العمليات التجارية التي كانت تقوم بها الشركة الفرنسية الإفريقية التي أسست بموجب امتياز لاحتكار صيد المرجان الذي يستخرج من مياه هذه الشواطئ وقد منحت امتيازات أخرى كذلك وهذه الامتيازات جددت عقب عودة الملكية إلى فرنسا, ولكنه لم ينجم عنها أيّ تحسن ملحوظ في تجارة مدينة عنابة التي يضمن لها موقعها المهم تحقيق تقدم أكبر لو وجدت التجارة والزراعة أيّ تشجيع في هذا البلد .»
ü بجاية :[8] « (36,45 ع ش ـ 9,49 ط ش) تملك بجاية أعظم ميناء على هذه الشواطئ , وقد كانت في الماضي أهمّ مستودع بحري للإيالة . والمناطق المجاورة لبجاية مناطق جبلية ولكنّها تتمتع بخصب نادر لإنتاج الزيتون , ولو نالت بجاية التشجيع الذي تستحقه لأصبحت مدينة ذات تجارة واسعة مهمة , وعدد سكان بجاية في الوقت الحاضر لا يتجاوز ألفي نسمة . »
ü شرشال[9] : «مدينة شرشال Julia Caeserie البحرية التي كانت أهمّ مدن موريتانيا الرومانية وهي تقع في غرب الجزائر (2,39 ط ش) . كانت شرشال في عهد الدكتور شاو مدينة كبيرة نوعا ما ولكنها الآن فقدت كلّ أهميتها وأصبحت قيمتها لا تتجاوز كونها مركزا لصنع نوع من الفخار الرديء الذي يحمله سكانها على السفن إلى الجزائر لبيعه .»
ü يقول الكاتب عن باقي المدن الجزائرية التي لم يتعرض لذكرها وبيان ما لها من أهمية إستراتيجية أو ثروات طبيعية: [10]«...لقد قدم لنا الدكتور شاو وصفا لعدد آخر من المدن على الشواطئ وفي الداخل ولكن هذه المدن لم تتمكن من الاحتفاظ بالمزايا التي كانت لها ولذلك فأنا لم أستطع جمع أية معلومات عنها . وأنا أستنتج من ذلك أنّ تلك المدن فقدت كلّ نفوذ سياسي أو تجاري كان لها في الماضي »
مدينة الجزائر: استغرق في وصفها والحديث عنها فصلا كاملا بأكثر من ثلاثين صفحة لما لهذه المدينة من أهمية عظيمة حتى كانوا يعتبرونها عصب المملكة وأنّها متى سقطت في أيدي أمة صليبية متحضرة اتّبعتها باقي الأقاليم والمدن مطيعة أو مكرهة دون عنف أو مقاومة ... سنقتصر في هذا المبحث على نقل بعض كلامه المتعلق بالمدينة من حيث أهمّيتُها موقعها وبعض معالمها على أن نعود في مباحث أخرى لذكر الجوانب الاجتماعية والثقافية والحضارية والعقدية ...لمدينة الجزائر وسكانها. يقول الكاتب واصفا مدينة الجزائر[11]: « اسم الجزائر بالعربية معناه (جمع جزيرة في البحر) وهي تلقب بالحربية , والمدينة هي مركز الثروة والسلطة لهذه الإمبراطورية العربية ففيها توجد دور الصناعة التي تحوي (بفصل مساهمات الممالك التي تدفع الضرائب) على كلّ أنواع الذخائر العسكرية والبحرية , وآلات الحرب الضرورية للهجوم والدفاع معا وهنا يقيم وكلاء الدول الأجنبية لتقديم خنوع دولهم أو للتآمر ......يقول الدكتور شاو أنّ مدينة الجزائر تقوم في مكان إيكوسيوم Icosium القديمة (36,48 ع 3,27 ط ش) في الطرف الغربي لخليج جميل يمتدّ في شبه دائرة على مسافة [3] المعاهدة عقدة يوم 12 سبتمبر 1791 م وخرج الأسبان من وهران في السنة التي بعدها ودخلها الداي محمد عثمان الكبير يوم 22 فيفري 1792م ولكن ما يسميه الكاتب صلحا يوهم أنّه عطية وهبة إسبانية والحقيقة أن استرداد وهران جاء بقوة السلاح وعقيدة الجهاد لأنّ محاولات استردادها لم تتوقف قطّ ابتداء من محاولة خير الدين سنة 1557م ثمّ تواصلت المحاولات تباعا لعل من أشهرها محاولة سنة 1686م وتمكّن المسلمون من استرجاعها يوم 20 جانفي 1708 م وعاود الأسبان احتلالها سنة 1732م وتواصلت محاولات إنقاذ وهران واستردادها إلى أن اضطرّ ملك إسبانيا كارلوس الرابع إلى الاعتراف بسلطان المسلمين على وهران وتوقيع وثيقة الانسحاب منها ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق