3) ترجمات الكتاب :
وقد ترجم الكتاب إلى عدّة لغات يهمنا منها ترحمتين اثنين
الأولى : الترجمة العربية :
ترجمه للعربية الأستاذ إسماعيل العربي تحت عنوان (مذكرات وليام شالر قنصل أمريكا في الجزائر) ووضع بين يدي الكتاب مقدمة شرح فيها أهمية هذه المذكرات ولخصّ أهمّ المعلومات التي ذكرت فيه وبخاصة العلاقات الأمريكية الجزائرية ثمّ توسّع في الحديث عن الانحياز والشوفينية والنظرة الاستعلائية التي ميّزة القنصل شالر في هذه المذكرات وختم بالإشارة إلى دور هذه المذكرات في مساعدة الحملة الفرنسية على الجزائر , كما أضاف المترجم للكتاب تعليقات مهمة تبلغ حوالي خمسين تعليقا هي عبارة عن إحالات على فصول ومواضيع من المذكرة ذاتها أو إحالة على الأصل الإنجليزي أو شروح لكلمات ومصطلحات خاصة القديمة منها كالعملات والمكاييل والموازين أو تعقيبات على مواقف المؤلف المنحازة أو توثيق بعض الأحداث والتواريخ من مصادر أخرى ...
مؤاخذات على هذه الترجمة :
ü العنوان :
مما يؤاخذ على صاحب هذه الترجمة عنوانها المخالف تمام المخالفة للعنوان الأصلي ولا يخفى على الباحث والدارس ما لهذه المخالفة والمغايرة من التأثير السلبي على الكتاب ذاته فتناوله على أساس أنّه مذكرات شخصية لرجل فكر أو سياسة غير تناوله على أساس أنّه دراسة ولو مختصرة لدولة الجزائر , إذ المذكرات يغلب عليه المنهج الشخصي والأحكام الانطباعية والذوقية بخلاف الدراسات ينبغي أن تنتهج أسلوبا علميا تحليلي أو مقارة وينبغي لصاحبها أن يكون موضوعيا في أحكامه
فعنوان الكتاب الأصلي المختصرهو : SKETCHES of ALGIERS
أما العنوان كاملا كما ورد على غلاف الكتاب فهو :
وقد ترجم الكتاب إلى عدّة لغات يهمنا منها ترحمتين اثنين
الأولى : الترجمة العربية :
ترجمه للعربية الأستاذ إسماعيل العربي تحت عنوان (مذكرات وليام شالر قنصل أمريكا في الجزائر) ووضع بين يدي الكتاب مقدمة شرح فيها أهمية هذه المذكرات ولخصّ أهمّ المعلومات التي ذكرت فيه وبخاصة العلاقات الأمريكية الجزائرية ثمّ توسّع في الحديث عن الانحياز والشوفينية والنظرة الاستعلائية التي ميّزة القنصل شالر في هذه المذكرات وختم بالإشارة إلى دور هذه المذكرات في مساعدة الحملة الفرنسية على الجزائر , كما أضاف المترجم للكتاب تعليقات مهمة تبلغ حوالي خمسين تعليقا هي عبارة عن إحالات على فصول ومواضيع من المذكرة ذاتها أو إحالة على الأصل الإنجليزي أو شروح لكلمات ومصطلحات خاصة القديمة منها كالعملات والمكاييل والموازين أو تعقيبات على مواقف المؤلف المنحازة أو توثيق بعض الأحداث والتواريخ من مصادر أخرى ...
مؤاخذات على هذه الترجمة :
ü العنوان :
مما يؤاخذ على صاحب هذه الترجمة عنوانها المخالف تمام المخالفة للعنوان الأصلي ولا يخفى على الباحث والدارس ما لهذه المخالفة والمغايرة من التأثير السلبي على الكتاب ذاته فتناوله على أساس أنّه مذكرات شخصية لرجل فكر أو سياسة غير تناوله على أساس أنّه دراسة ولو مختصرة لدولة الجزائر , إذ المذكرات يغلب عليه المنهج الشخصي والأحكام الانطباعية والذوقية بخلاف الدراسات ينبغي أن تنتهج أسلوبا علميا تحليلي أو مقارة وينبغي لصاحبها أن يكون موضوعيا في أحكامه
فعنوان الكتاب الأصلي المختصرهو : SKETCHES of ALGIERS
أما العنوان كاملا كما ورد على غلاف الكتاب فهو :
SKETCHES of ALGIERS
,Political , Historical , And Civil
Containing an accunt of the
Geography , population , government , revenues , commerce , agriculture , arts , civil , institutions , tribes , manners , languages and
RECENT POLITICAL HISTORY
Of that country.
ومعنى sketches أو الترجمة الصحيحة لها هي ملامح أو معالم وبمثل هذا المعنى ترجمت للفرنسية :esquissede l’etat d’alger وممّا جاء في المعجم الفرنسي عن كلمة esquisse :
Première forme, traitée à grands traits et généralement en dimensions réduites, de l'œuvre projetée. (Ce peut être un dessin, une peinture, un modelage. L'esquisse est à distinguer de l'ébauche,qui est l'œuvre même au premier stade de son exécution.)
Indications générales, aperçu sur une question, plan sommaire ; ébauche : Il nous a donné une esquisse de ses projets.
وبالنظر إلى العنوان كاملا كما جاء في الأصل نعلم أنّ الترجمة الصحيحة هي المعالم الكبرى لدولة الجزائر حيث ذكر تفصيل هذه المعالم بإشارته إلى مختلف الجوانب السياسية الاقتصادية المالية الاجتماعية والحضارية لدولة الجزائر ...Première forme, traitée à grands traits et généralement en dimensions réduites, de l'œuvre projetée. (Ce peut être un dessin, une peinture, un modelage. L'esquisse est à distinguer de l'ébauche,qui est l'œuvre même au premier stade de son exécution.)
Indications générales, aperçu sur une question, plan sommaire ; ébauche : Il nous a donné une esquisse de ses projets.
الأمر الثاني الذي يتعارض وتسمية الكتاب بالمذكرات أنّ صاحبه عقد فصلا كاملا لسرد مذكراته هو الفصل السابع ابتداء من الصفحة 193 إلى غاية الصفحة : 255 بينما الفصول الستة الأخرى مغايرة للمذكرات وهي عبارة عن دراسة تفصيلية للجزائر من جميع الجوانب ... فتسمية الكتاب بالمذكرات فيه نوع من الإجحاف في حقّ صاحبه الذي لم يخصص لمذكراته إلاّ فصلا واحدا وأكثر كتابه مغاير للمذكرات من حيث المنهج والموضوع والعنوان ...
ü لم يتناول المترجم الصفحة الأولى من مقدمة المؤلف على أهميتها وخطورة ما جاء فيها ؛ فقد ابتدأ المترجم مقدمة المؤلف بقوله: (المؤلف مدين في تأليف هذا الكتاب, بصفة خاصة للكتاب القيّم الذي وضعه الدكتور شاو عن بلاد البربر , وكذلك استفاد من كتاب شينيي , أبحاث عن البربر ومن رحلات علي بك في إفريقيا وآسيا ...) بينما مقدمة المؤلف تبتدئ بقوله :( إنّما كُتِبت هذه الصفحات بعزيمة وتحدّي صاحبها المعزول والغريب إلى حدّ الآن عن الكتابات الأدبية وهو يعرضها لجمهور القراء في ظلّ الغياب شبه التام للمراجع والمصادر التي تعطي صورة حقيقية لقوّة ولأهمية سياسة القراصنة ...) ثمّ يمضي في بيان سبب تأليفه لهذا الكتاب ولا يأتي إلى الفقرة التي ابتدأ بها المترجم مقدمته إلاّ بعد ثلاثة وثلاثين (33) سطرا ... ولا يخفى على أحد ـ والله أعلم ـ أنّ مثل هذا النقص مؤثر في مضمون الترجمة وفي توثيقها وأمانتها ...
ü اعتماد المترجم في ترجمته كثيرا على الترجمة الفرنسية بدل الأصل وهذا خطأ منهجي كبير قد يؤدي إلى نسخ أخطاء المترجم الفرنسي أو إلى إغفال حقائق في الأصل قد يغفل أو يذهل عنها المترجم نتيجة سوء فهم النص الأصلي ...فالكاتب الفرنسي لما أخطأ في اصطلاح خطوط العرض والطول عند تحديد موقع الجزائر[1] وسمى خطوط العرض طولا (longitude nord et longitude est)تابعه المترجم العربي(طول شمالي وطول شرقي) رغم أنّ الأصل فرّق بينهما(latitude north and longitude est )
ü ملاحظة أخرى على الترجمة العربية أنّ صاحبها ارتأى أن يحذف ما يتعلق بالكلمات الأمازيغية وترجماتها الإنجليزية التي ذكرها الكاتب في الملحقات لأنّه كما قال (لا تربطها صلة بهذا الكتاب , ولأنّ دراسات شاملة كثيرة نشرت في الموضوع في أواخر القرن الماضي وفي هذا القرن .)[2]
الثانية : الترجمة الفرنسية[3] :
إذا كان اهتمامنا في الترجمة العربية منصبا على الترجمة ذاتها لأنّها النص المعتمد في هذه البحوث فإنّ الشيء الذي ينبغي الاهتمام به في الترجمة الفرنسية هو المترجم نفسه لعلاقته الوطيدة والمشبوهة بحصار واحتلال الجزائر لدى سنركز في حديثنا هنا على صاحب الترجمة وعلى إضافاته وزياداته على أصل الكتاب أي مقدمته وتعليقاته
صاحب الترجمة :Thomas Xavier Bianchi طوماس كزافيي لايانشي ولد في باريس يوم 25 جوان 1783م وهو أخ المرشال النمساوي ذي بانشي دوق كزالنسا le duc de casalanza , درس في المدرسة المركزية لمقاطعة سان إي مارن seine et marne ثمّ تابع في باريس دراسة اللغات الشرقية في المدرسة الفرنسية école de France وفي المكتبة الإمبراطورية la bibliothèque impériale
في سنة 1807 انتقل إلى القسطنطينية حيث أتمّ دراسته للعربية والتركية والفارسية
وفي 1811 عيّن مترجما مساعدا للقنصل الفرنسي بأزمير بتركيا ثمّ مترجما رئيسيا
وفي 1816م عيّن مترجما وكاتبا للملك شارل العاشر
شارك في الحملة الفرنسية ضدّ الجزائر كمساعد أو كاتب أو مستشار أو مراقب للملك لا يزال الغموض يحيط بمهمته الحقيقية في هذه الحملة لكن يبدو أنّه كان مجتهدا في عمله ذاك راغبا فيه متفانيا في خدمة فرنسا الصليبية على حساب دولة كان يعتبرها متخلفة همجية مصدر لإرهاب مسيحي أوروبا وقد ألـّف خلال فترة الحصار كتابا حول مسألة السفينة الدبلوماسية التي غرقت في عرض سواحل الجزائر بفعل قصف المدفعية الجزائرية سنة 1829م
بعد احتلال الجزائر تمّ تكريمه بوسام الشرف officier de la légion d’honneur نتيجة تفانيه في خدمة فرنسا
عيّن أستاذا للغات التركية في مدرسة اللغات الشرقية إلى غاية 1842 وبعدها تفرّغ للدراسات اللغوية واللسانية . توفي سنة 1864م
له مؤلفات عدّة تدور جميعها حول مواضيع ثلاثة :
الدراسات اللغوية : وله في هذا الإطار معجمات متعددة خاصة ما يتعلق باللغة التركية
الدراسات المكتبية : فهرست المكتبات المصرية , تعليقات وحواشي على عدة كتب ومخطوطات عربية تركية وغربية
الدراسات التاريخية : منها ترجمتنا هذه وكتابه عن سفينة لابروفانس
مقدمة الترجمة : استغرقت عشر صفحات من الحجم المتوسط , كأنّه حاول من خلالها توجيه نظر القارئ الوجهة التي تتماشى والتصوّر الفرنسي للجزائر كما حاول من خلالها تبرير أهداف فرنسا العلنية والسرّية للحصار بل وللاحتلال رغم أنّه لم يكن قد وقع بعدُ حين صدور الطبعة الأولى للكتاب ولكنّه يجهر به ويدّعي أنّه الحل الوحيد والأمثل لاستقرار أوروبا وخلاصها من أسطولها الرهيب ...
من مقدمة المترجم : لأنّ مقدمات الكتب في الغالب الأعمّ تبين وتكشف عن أسباب التأليف وعن أهدافه وعن منهجية الكاتب وشروطه سنحاول الوقوف على أهمّ ما جاء في مقدمة المترجم لعلّنا نكتشف أسرار هذه الترجمة في هذا الوقت بالذات وعلاقتها بالحملة الفرنسية على الجزائر.
فممّا جاء في مقدمته ما يلي :
ü احتياج الحملة الفرنسية لمعلومات أكثر وأوفر عن كلّ ما يخصّ الجزائر ورغم صدور عدّة كتب في الآونة الأخيرة 1829م تتناول الموضوع ولكنّها كتب تجارية ترمي للربح وكسب المال لا غير هي في الغالب الأعمّ لا تزيد على إعادة ما هو معروف وكتابة ما هو مدوّن مشهور , ويستثني من هذا الحكم كتاب القنصل شالر الذي يعتبره في غاية الأهمية والموضوعية [4] ... فالمترجم كما هو واضح من خلال افتتاح مقدمته أبان عن هدف الترجمة وهو الاستجابة لحاجيات الحملة الفرنسية على الجزائر
ü وصفه لكتاب القنصل شالر بأنّه الكتاب الذي يستطيع تحقيق أهم أهداف الظرف الذي نعيشه اليوم [5] وما هو هذا الهدف المهم إن لم يكن التعرف على الجزائر بكلّ تفصيلاتها ومعالمها شعبا حكومة وأرضا للظّرف المناسب يومها ـ كما زعم ـ ألا وهو حصار الجزائر فلا يخفى على ذي لبّ أنّ أهمّ كان يشتغل الرأي العام الفرنسي والعالمي يومها هو حصار الجزائر ومحاولة القضاء على أسطولها...
ü يصف المترجمُ الكاتبَ بالشدّة والحدّة في الحكم على الجزائر والجزائريين ولكن في تناقض عجيب يعود ليقول أنّ هذا الحكم في غاية العدل والتحقية بل يزايد المترجمُ على الكاتب في نعت الجزائريين بمختلف الأوصاف القبيحة فهو شعب همجيّ جاهل منافق[6] ...لماذا هذه الأوصاف القبيحة لماذا هذا التناقض إن لم يكن لتعليل الحملة الفرنسية القائمة في حسّهم أو زعمهم على نقل الحضارة والتطوّر والمسيحية لهذا الشعب الموصوف والمنعوت بما تقدّم ...
ü أهمّ ما لفت انتباه وجذب اهتمام المترجم في الكتاب من خلال مقدمته ما يلي :
1. الوصف الدقيق لمدينة الجزائر وضواحيها وحديثه عن تحصيناتها[7]
2. حديث الكاتب عن الخزينة الجزائرية وعن غناها وتفاصيل محتواها [8]
3. ملحقات الكتاب وخاصة خريطة مدينة الجزائر وضواحيها وما يتعلق باللهجات المحلية [9]
4. تفصيلات الكاتب فيما يتعلق بحملة اللورد إكسموث الإنجليزي على الجزائر سنة 1816م
لنعد الآن ولنتأمل في أسباب اهتمامه بهذه العناصر دون غيرها ألا يشمّ منها رائحة الغزو والتحضير له فجميع هذه الأمور إذا استثنينا منها موضوع اللغات واللهجات تخدم الحملة الفرنسية على الجزائر فمعرفة تحصينات مدينة الجزائر سواء من خلال وصف القنصل أو خريطته مفيدة للغزو ومعرفة غنى الجزائر ومحتوى خزينتها هو هدف الغزو والباعث الحقيقة عليه وهو الحلّ لمشاكل فرنسا كلّها كما كان يرى ويظن الملكيون يومها والتعرف على التجربة الإنجليزية مهم لاجتناب سلبياتها واستغلال إيجابياتها , أما عنصر اللغة الذي اهتمّ به المترجم بيانشي فإمّا بسبب تخصصه اللغوي ـ هذا إن أحسنّا الظن به ما لا ينبغي أن يكون في مثل هذه الحالات من الكيد والمكر والتربّص ـ وإمّا وهو الغالب على الظنّ بسبب وظيفته كمترجم للحملة وللملك شارل العاشر...
ü انتقادات المترجم للكاتب في مقدمته ويمكننا إجمالها فيما يلي :
1. انتقد الاستعلاء الأمريكي الذي اتّسم به الكاتب وتعظيم الانتصار الأمريكي على الجزائر الذي لا يعدو في حقيقة الأمر أن يكون استيلاء على بعض العتاد والأسلحة ...[10]
2. انتقاد موقف الكاتب من السياسة الفرنسية تُجاه الجزائر والذي يعتبرها بدائية بسيطة وغير مدروسة [11]
تعليقات المترجم وهوامشه على الكتاب:
تنوعت تعليقات المترجم واختلفت هوامشه بين مواضيع شتّى أهمّها :
ü إحالات على ملحقات الكتاب وخاصة خريطة مدينة الجزائر [12]
ü شرح للكلمات الواردة في الأصل[13]
ü ترجمة الكلمات العربية والتركية الواردة في الأصل[14]
ü تسجيل حوادث تاريخية مهمة لها علاقة بما يذكره الكاتب [15]
ü تقديم معلومات إضافية[16]
ü تعقيبات على الأصل وهي إمّا انتقادات لأراء الكاتب كرأيه ورغبته في احتلال بريطانيا للجزائر[17] أو بيانٌ لبعض تناقضات الكاتب كاختلاف وصف الأسطول الجزائري بين صلب الكتاب وملحقاته[18] أو كاختلافه معه في بعض المعلومات المقدمة [19]
أمثلة لبعض تعليقاته المهمة :
1. لما ذكر الكاتب أنّ أوّل دولة وقّعت معاهدة مع الجزائر وفتحت علاقات دبلوماسية معها هي بريطانيا سنة 1682م[20]... وبهذا السبق في الاتصال يكون لها حقّ النفوذ ـ في حسّ الغربيين ـ وحقّ حماية مصالحها القديمة في الجزائر باحتلالها إن استدعى الأمر ذلك ... سارع المترجم إلى تفنيد هذا الزعم وإعطاء السبق لفرنسا بدل بريطانيا فذكر أنّ أوّل معاهدة عقدت مع الجزائر كانت سنة َ1616م أي 68سنة قبل معاهدة بريطانيا ...ولما ذكر المؤلف أنّ فرنسا لم تعد تستحوذ عل حق استخراج المرجان وأنّ هذا الحق أصبح من ملك بريطانيا [21] سارع المترجم إلى تفنيد هذا الزعم وذكر أنّ سنة 1815م عرفت تأكيد حقّ فرنسا في نفوذها على الجزائر بموجب مصالحها القديمة فيها ويقصد بذلك ما خوّله لها مؤتمر فينّا
2. ذكر المؤلف في غير ما موضع من كتابه أنّ الجزائر بلد كثير الثروات وأنّه بأيدٍ غير أمينة غير حكيمة ولا تحسن استغلال هذه الثروات ثمّ دعا الغرب إلى احتلالها وبشّر من فعل ذلك بميزات وخيرات لا تعدّ ولا تحصى وزعم أنّ أحسن دولة يمكنها فعل ذلك هي بريطانيا فدعاها للمسارعة إلى احتلال الجزائر وأعطاها خطة عملية سهلة وجاهزة بكلّ دقائقها وتفصيلاتها...فسارع المترجم كعادته في كلّ ما من شأنه أن يخدش ويقدح في حقّ فرنسا الحصري في الجزائر ...سارع إلى تفنيد ادّعاء المؤلف أحقية بريطانيا بالجزائر ...حيث قال فيما معناه : " طبعا هذه الفكرة ـ احتلال الجزائر ـ معروفة متداولة وليست بعيدة أو ساقطة والميزات التي يمكن أن تحققها هذه المنطقة الإفريقية لإحدى الدول الكبرى التي تستطيع إقامة مستعمرة فيها معروفة ومشهورة منذ مدّة , ولكن السؤال هو من هي هذه الدولة التي ستستحوذ على هذه الثروات والميزات ...أكيد لن تكون بريطانيا لأنّ تواجد بريطانيا في هذه المنطقة سيؤدي حتماً إلى محو فرنسا وإسبانيا وغيرهما من الخريطة العالمية ... ومواطن أمريكي (إشارة إلى المؤلف) لا يستبعد منه أن يحبّذ احتلال بريطانيا للجزائر فإنّ ذلك من شأنه أن يبعد الأسطول البريطاني عن الجزر الأمريكية التي تحتلها ولا تزال محلّ نزاع بين الطرفين ...إنّ هذه البلاد من حقّ فرنسا وإسبانيا اللتان تستطيعان قسمة مساحتها الشاسعة بكلّ تفاهم وسهولة بين الغرب لإسبانيا والشرق لفرنسا دون أن يؤدي ذلك إلى ضرب مصالح الغرب كلّه ولا إلى الإخلال بتوازن القوة العالمي ... ولكن ماذا سيكون موقف بريطانيا من هذا العمل ؟ وماذا سيكون وقف مثل هذا المواطن الأمريكي ؟ " اهـ
ولو تأملنا في هذه التعليقات جيّدا وأمعنّا النظر فيها والقراءة الباطنية والتنقيب ما بين سطورها سنستخلص ونستنتج ما يلي :
ü النيّة الفرنسية القديمة والمعلنة ـ محليا[22] ـ لاحتلال الجزائر
ü التنافس الغربي على احتلال الجزائر حتى أمريكا التي لا تستطيع فعل ذلك بسبب ضعفها العسكري وبعدها الجغرافي تحبّذ أن يحتلّها بعض حلفاءها ومن يخدم مصالحها
ü تخوّف فرنسا من احتلال بريطانيا للجزائر وهذا ما جعلها تفشل بعض الحملات البريطانية على الجزائر كمحاولة اللورد إكسموث سنة 1816م والتي فضحتها الصحافة الفرنسية قبل وصولها لميناء الجزائر ما مكّن الحامية الجزائرية من الاستعداد الجيّد لها [23]
ü الإبانة عن الأسباب الحقيقية لاحتلال الجزائر وهي ثروتها وما تقدمه لمن يحتلّها من ميزات سياسية إستراتيجية اقتصادية ...
ü الشركات التجارية والمعاهدات على استغلال بعض الثروات إنّما كانت مقدمات وممهدات للاحتلال والغزو ...
ü انشغال فرنسا بالرأي العام الغربي والبريطاني على وجه الخصوص من احتلالها للجزائر
[1] الصفحة 18 من الترجمة الفرنسية , الصفحة 34 من الترجمة العربية , الصفحة 8 من الأصل الإنجليزي
[2] هامش الترجمة العربية للكتاب ص25
[3] تجد صورة لغلاف الترجمة في ملحقات البحث
[2] هامش الترجمة العربية للكتاب ص25
[3] تجد صورة لغلاف الترجمة في ملحقات البحث
- ESQUISE DE L’ETAT D’ALGER par W.SHALER traduit et enrichi de notes par M.X.BLANCHI secrétaire interprète du roi . Libraire Ladvocat palais royal Pris 1830 الصفحة 1 , 2 من مقدمة المترجم
[5] حيث يقول في الصفحة 2 ما نصه بلغة المترجم الأصلية : l’ouvrage de M . William Shaler ………nous a paru devoir atteindre le but le plus important dans la circonstance présente…
[6] المرجع نفسه ص3 les cruautés l’ignorance la fourberie…
[7] المرجع السابق ص3, 4
[8] المرجع نفسه ص 4 , 5
[9] ص7 وانظر كثرة إحالته على الخريطة في هوامش الكتاب
[10] المرجع نفسه ص5 والحقيقة أنّ انتصار أمريكا الذي يتبجح به القنصل لا يتعدّى أن يكون إعفاء من الإيالة للولايات المتحدة من تقديم الضريبة السنوية لا غير...
[11] المرجع نفسه ص6
[12] انظر الصفحة 31 , 62 ,64 وغيرها كثير
[13] كشرح تسمية بعض السفن ص22
[14] كترجمة كلمة قبائل مكة باب الواد المرابط وغيرها ... انظر الصفحة 11 , 38, 67 وغيرها
[15] مثالها : لما ذكر الكاتب صعوبة الشواطئ الجزائرية ذكر المترجم في الهامش قصة السفينة الفرنسية لابروفانس التي جرفتها الرياح نحو ميناء الجزائر فتعرضت لقصف الحامية وغرقها سنة 1829م , المرجع السابق ص63
[16] كحديثه عن صفة ختم الداي وطريقة توقيعه للمعاهدات انظر الصفحة 28
[17] وسنخصص له مطلبا خاصا
[18] المرجع نفسه ص61
[19] فما يراه الكاتب منازل فاخرة خارج باب الواد وباب عزون يراها المترجم ثكنات وتحصينات انظر الصفحة 65
[20] المرجع نفسه ص26
[21] المرجع نفسه ص 142
[22] أي داخل فرنسا وحتى عالميا إذا استثنينا العالم الإسلامي الذي كان يومها ـ فيما يبدو ـ لا يقرأ ما يكتب عنه ...
[23] انظر مذكرات شالر ص156 ستجد النص الأصلي كاملا ضمن ملحقات البحث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق